نادى الزمالك من القلاع الرياضية الراسخة ليس في مصر وحدها لكن في البلدان العربية و الافريقيه .. ولا نبالغ إذا قلنا انه يحمل تاريخا عريقا وعريض يضارع بيه أندية أوربا والعالم وعندما نعود إلى نشأة الزمالك .. نجدها تحكى عن تاريخ مشرف لعبته القلعة البيضاء في خدمة الرياضة المصرية .. صحيح إن هناك أكثر من نادى رياضي أو اجتماعي أقيم مع بدايات القرن العشرين لكن بعضها اقتصر على المصريين والبعض الأخر اقتصر على الأجانب
من هنا ظهرت فكرة ضرورة إنشاء نادى حر مفتوح للجنسيات المختلفة وكان صاحب الفكرة مستر (مرزباخ) المحامى البلجيكي ومعه بعض العاملين بالمحاكم المختلطة إلى جانب بعض الأجانب والمصريين .
وظهرت الفكرة إلى حيز الوجود عام 1911.. وحمل النادي اسم (قصر النيل) لأنه كان يشغل مكان (كازينو النهر) الحالي بالجزيرة .. وفي عام 1913 انتقل النادي إلى مقر ثاني عند تقاطع شارع 26 يوليو ورمسيس الحاليين في مكان مباني (الشهر العقاري . ودار القضاء العالى ) وأطلقوا عليه وقتها اسم " المختلط ".
وقبل أن نستطرد في سرد تاريخ البداية والنشأة لنادى الزمالك لابد أن نتوقف عند عام 1910 .. وهو الذي سبق تكوين النادي بموسم واحد .. لكن هذا العام بالتحديد ظهرت خلاله فكرة إقامة هذا الصرح بعدما شعرت الجالية الاجنبيه في مصر _ غير البريطانيين _ أهمية وجود نادى رياضي اجتماعي يمارسون فيها نشاطهم حتى لا يظلون حيارى بين الأندية الأخرى التي كانت قائمه في هذا الوقت وهنا مغزى الوقفه .. لان نادى الزمالك عرف واشتهر بأنه نادى الجميع سواء البسطاء أو الأثرياء أو الطبقات المتوسطه . منذ إنشائه وحتى الآن ..
ونعود لبدايات النادي لنجد انه عندما كان اسمه " المختلط " عاصر الحرب العالمية الأولى في مقره الثاني برئاسة المحامى البلجيكي "مرزباخ"وسكرتارية مستر " شودوان " ثم مستر " بوشو " البلجيكيين أيضاء .. ثم السيد نقولا عرفجى المصري . وكان جناحا أيسر لفريق الكره بالنادي
بعد انتهاء ثورة 1919 . تمصر النادي تماما عام 1923 م برئاسة اللواء محمد حيدر باشا وسكرتارية السيد يوسف محمد .. وفي شتاء عام 1924 انتقل مقر النادي لثالث مره إلى الزمالك في المكان الموجود فيه مسرح البالون " حاليا " وفي عام 1940 .. تغير اسمه إلى نادى " فاروق الأول " عقب حصوله على الرعاية الملكية من ملك مصر والسودان السابق فاروق وبعد قيام ثورة الضباط الأحرار عام 1952 .. وإقصاء عهد الملكية حمل النادي اسمه الحالي " الزمالك " والذي يعود إلى اسم الحي الذي يقع فيه وفي عام 1959 انتقل النادي إلى مقره الحالي الذي يشغله في شارع 26 يوليو بمنطقة ميت عقبه .. على بعد 500 متر غرب كوبري الزمالك وهو يشغل مساحه تقدر ب35 فدانا . ويدير 24 لعبه رياضيه بجانب أنشطته المتعددة و التي سنتحدث عنها تباعا .
هناك اعتقاد خاطىء عن نادى الزمالك يقول : ان نشأته الاجنبيه في أول عهده وتسميته بالنادي المختلط .. لا تضعه بين الأندية الوطنيه .. لكن الحقيقة عكس هذا الاعتقاد فكما هو ثابت بالوثائق .. فان المختلط كان يضم بين اعضائه مصريين واجانب . بل ان الشباب الوطنى قد اصبح له النفوذ الاكبر داخل المختلط والذى جعله فيما بعد يتصدى للاجانب . ليتحول الزمالك بعد ذالك إلى نادى مصرى خالص ..
ويذكرنا التاريخ بوقائع عن الدور الوطنى الذى لعبه نادى الزمالك ورجاله منذ بدايات القلعه البيضاء وإلى اليوم . فالمرحوم ابراهيم علامه "جهينه " مندوب المختلط عام 1915 .. في مجلس ادارة الاتحاد الرياضي يقف ضد اعضاء المجلس في ذالك الوقت ( ومعظمهم من الاجانب ويتحدثون الفرنسيه )ويقول لهم : من انتم لتجلسوا على كراسى ادارة اتحاد الكره بمصر ؟ في اى بلد يوجد ذالك الوضع .. هل هو في بلد احدكم على الاقل ؟ وبعد ما قاله ابراهيم علام " جهينه " تم انهاء جلسة الاتحاد بعدما غضب الاعضاء الاجانب الذين رفضوا تدوين ما قاله الرجل .. الذى استبعدوه من الاتحاد .. ورفضوا حضوره لاية جلسات اخرى للاتحاد .. غير ان اللجنه الاوليمبيه المصريه فيما بعد قدرت موقف " جهينه " مندوب نادى الزمالك المختلط وكرمته تقديرا لموقفه باهدائه ميداليه تذكاريه ..
يذكرنا التاريخ بواقعة اول مسابقه لكرة القدم يشارك فيها نادى المختلط وهى كأس السلطان حسين .. الذى رفض النادي الاهلى المشاركه فيها لعدم اقتناعه بها .. لاكن " المختلط " رحب بالمشاركه على اعتبار انها تزيد شعبيته بين الجماهير من ابناء البلد .. وهو ما تحقق وعندما الاهلى ان شعبية المختلط في ازدياد بعد مشاركته في كأس السلطان حسين .. عدل موقفه الرافض للنقيض وشارك في المسابقه ابتداء من عام 1917 .
كما يسجل لنا ابراهيم جهينه تفاصيل واقعة ظهور اول ادارة مصريه لنادى الزمالك " المختلط " عام 1917 .. فيقول ان : رئيس المختلط في هذه الفتره كان مسيو بيانكى الفرنسى وسكرتارية البلجيكى " شودواه " وكان مجلس الاداره لا يجتمع الا نادرا ويديره بطريقه ارتجاليه حتى ان الجمعيه العموميه لم تنعقد لعدة سنوات وكان الحل هو زيادة عدد الاعضاء من المصريين لتكون لهم الغلبه عند عقد الجمعيه العوميه .. وبالفعل تم اجراء الانتخابات التى اتت بمجلس اداره من ابناء مصر وهم : د . محمد بدر "رئيسا" ومصطفي حسن " وكيلا " وابراهيم علام "جهينه " سكرتيرا عاما وعضوية كلا من نيقولا عرقجى ومحمود بسيونى وحسين فوزى و عبده الجبلاوى وكان هذا التشكيل بمثابة دعوه لاثارة الغضب والقلق من الاداره السابقه والتى فوجئت بما حدث .. فقام مسيو " شودواه " باخفاء سجلات النادي ليتم الابلاغ عنها .. ولكن النيابه قامت بالاستيلاء عليها وحفظتها لتقوم الاداره المصريه بعد ذالك باعداد سجلات جديده للنادي .. واتخذت قرارات مهمه للحفاظ على منشأت و ممتلكات النادي .. كان اطرف هذه القرارات تكليف 20 غفيرا من اقوياء الصعيد القاطنين بحى بولاق لحراسته وعدم السماح لاى اجنبى بالدخول الا ببطاقة عضويه جديده .. وبذالك نجح المصريون في تمصير المختلط ..
وبديهى ان نمر على تاريخ النادي سريعا لنتعرف على ابرز رجلاته الذين تولوا ادارته .. بعد تمصيره .. فبعد اول مجلس اداره برئاسة د . محمد بدر تولى قيادة النادي بعد ثورة 19 .. مجلس اداره جديد عام 23 يرأسه اللواء محمد حيدر باشا .. الذى عين في مستهل الاربعينات ياورا للملك فاروق .. وهى النقله التى بسببها حصل النادي على الرعايه الملكيه .. وظل اللواء حيدر باشا رئيسا للمختلط ثم فاورق لاكثر من ثلاثين عاما في سابقه لم تشهدها اندية مصر ..
ثم كان اول مجلس ادارة لنادى الزمالك عقب الثوره ( سبتمبر 52 ) برئاسة د. محمد شوقى امين عام الشهر العقارى وقتها .. وكان هذا الرجل من كبار الشخصيات في المجتمع المصرى انذاك .. وشهد هذا المجلس وجود محمدحسن حلمى احد الاهرامات الخالده في نادى الزمالك والرياضه المصريه .. حيث كان يشغل منصب السكرتير المساعد في هذا المجلس .. غير انه في ظل اللوائح والقوانين الجديده (وقتها) انتظم عقد الجمعيات العموميه .. وكان يجى تغيير نصف المجلس كل سنه .. في سبتمبر عام 1953 اعيد انتخاب د. شوقى رئيسا وصعد محمد حسن حلمى ليكون سكرتيرا عاما ..
وفي عام 54 ظهرت فكرة تجديد ملعب الكره بالنادي والذى كان لا يتفق مع اسم ومكانة النادي .. ولذالك تم التداول لاختيار رئيس جديد للنادي يكون من الاثريا او من احد رجال المال والاعمال حتى يمكن الاستفاده من امكانياته في التصدى لمثل هذه المشكلات .. وبالفعل تم اختيار عبد الحميد الشوربى لهذه المهمه ..
لكنه لم يفعل شيئا للنادي .. وكان لجهود بعض الزمالكاويه امثال .. اللواء حيدر باشا والحاج سيد العنانى اثرها في اعادة الدرجه الاولى واعداد مكان المقصوره . من اجل ان يكون ملعب الكره لائقا بمكانة النادي .. حدث كل هذا والشوربى خارج مصر .. وبعد عودته فاجاء الجميع بتقديم استقالته دون ان يخدم النادي باى شىء واكمل مجلس الاداره دورته في سبتمبر 55 .. بعد ان تم تصعيد د . محمود شوقى لمنصب الرئيس الذى كان قد تركه عن طيب خاطر وشغل منصب نائب الرئيس ولاكن الزمالك لم يتخل عن فكرته بالبحث عن رجل اعمال لادارة النادي وبالفعل قبل رجل الاعمال الشهير عبد اللطيف ابو رجيله رئاسة النادي عام 56 .. وكان قد تم تعديل القوانين الانتخابيه للانديه لتقام كل 3 سنوات .. ومره اخرى يتنازل د . محمود شوقى عن منصبه الشرعى الذى جاء اليه عن طريق الانتخاب من اجل مصلحة الزمالك ..
ورغم استمرار ابو رجيله لفترة انتخابيه ثانيه بدائت عام 59 وما صاحبها من نقل مقر النادي من مكان مسرح البالون " حاليا " إلى منطقة ميت عقبه .. وما حدث من تضافر لجهود ابناء ورجال نادى الزمالك من اجل بناء ملاعب ومنشأت للنادي في مكانه الجديد .. الا ان قرارات التأميم جعلت عبد اللطيف ابو رجيله يترك مصر بعد الاستيلاء على ممتلكاته " شركة اوتوبيس وعزبة المرج التى كان يختبىء فيها الاعبون ايام مواسم الاستقالات " لكن النادي بحث عن رجل اعمال اخر .. ووجد صاحب شركة " الشيخ الشريب " ورئيس مجلس ادارة شركة الكوكا كولا (في ذالك الوقت) اسمه علوى الجزار الذىتولى ادارة النادي فتره قصيره .. استطاع خلالها احضار فريق ريال مدريد الاسبانى على نفقته الخاصه ليلعب مع الزمالك عام 61 . لكن قرارات التأميم لحقته هو الاخر مما جعله يترك مصر ايضاء .
ثم جاء عام 62 مجلس اداره جديد برئاسة المهندس " حسن عامر " رئيسا وتم منح الوكاله الشرفيه وقتها للدكتور محمود شوقى ومحمد لطيف وجلال قريطم ومحمود امام ومحمود حافظ .. واستمر حسن عامر رئيسا للزمالك حتى عام 67 . النكسه