العندليب وأبو العلا في الكونترول !

عيد سعيد.. خلال الاجازة توقفت عند ثلاثة أحداث ذات دلالة.

**
أبدأها باعلان الاسماعيلي بصورة مفاجئة تعاقده مع مدرب الهلال السوداني
ريكاردو، الذي أظهر تفوقا وامكانيات فنية عالية خلال السنوات التي قضاها
في الخرطوم.
الدلالة ليست في التعاقد معه، ولكن في احتفاظ الدراويش
بسرية المفاوضات، دون تصريح واحد أو همسة أو لمسة، وهو أمر جديد على قلعة
الاسماعيلية!
اجراء المفاوضات والتعاقدات مع المدربين واللاعبين على
صفحات الصحف وعبر أثير الفضائيات، أهم عيوب الاسماعيلي والزمالك، وبسبب
ذلك أفلتت منهما صفقات هامة، حصل عليها المنافسون بأقل مجهود!
الحدث
الثاني.. غضب جماهير الزمالك من اشراك أبو العلا، العائد بعد ايقاف طويل،
وعبدالحليم علي، برغم انتهاء مباراة الترسانة بالفوز والوصول لقمة ترتيب
الدوري لأول مرة منذ فترة طويلة.
الدلالة هنا تؤشر لحالة اللاعبين من
خلال "كونترول" الجماهير التي أظهرت تميزا في استقراء الأمور بعمق لا
يتوقف عند مجرد فوز، كان يمكن أن يقلبه الترسانة تعادلا في الشوط الثاني،
ولا بأسبقية ترتيب قد يتبدل في أي مباراة قادمة بسبب ضعف الدفاع، خصوصا في
الكرات العرضية التي تصل بسهولة لمهاجمي الخصم دون أي غطاء من مدافعي
الزمالك، وأيضا بسبب عشوائية اللاعبين التي تهدر أهدافا سهلة، كما فعل
عبدالحليم علي – العندليب سابقا – عندما مد ساقه ليلحق بتمريرة عرضية، لو
كان في أيام شبابه، لأسرع في الوصول إليها والتسجيل بكل سهولة!
الجماهير
تعرف أكثر وتفهم أعمق ووعيها أعلى.. وهذا هو الوصف الصحيح لهتافاتها ضد
اللاعبين، فقد رحلت شمسهما لغروب لن تشرق منه مرة أخرى في ساحات الملاعب،
وعليهما أن يختارا طريقا آخر سواء خارج النادي أو في مجال بعيد عن تشكيل
الفريق.
هناك من يستحق الفرصة وعنده الشباب واللياقة، ومن ثم أتمنى
استمرار الاعتراض الجماهيري حتى لا يتراجع "العندليب السابق" عن وعده
بالرحيل في يناير، وحتى يفكر الجهاز الفني أكثر من مرة قبل الدفع به
وبزميله أبو العلا!
عبدالحليم أصبح عالة على فريقه، والجماهير استنتجت
ذلك من الحالة التي انقلب إليها الزمالك بعد اشراكه واخراج مصطفى جعفر،
وهو التغيير الذي كان لصالح الترسانة، فقد تخلص دفاعه من رقابة جعفر
المتحرك في كل مكان، وتفرغ مع المهاجمين للضغط في اتجاه عبدالواحد السيد!
الحدث
الثالث.. تقدم الزمالك على منافسه الأهلي في التصنيف الدولي، برغم خروجه
من البطولة الأفريقية. احتل خلال شهر سبتمبر المركز 104 دوليا والثاني
عربيا والخامس أفريقيا، فيما احتل الأهلي المركز 115 متأخرا 11 مركزا عنه
لأول مرة منذ أربع سنوات.
الدلالة هنا أن التصنيف الشهري الذي يصدره
الاتحاد الدولي لتأريخ واحصاء كرة القدم، لا يمكن الأخذ عليه في تقييم
أفضلية فريق على آخر. لا يمكننا أن نستنتج منه أن الزمالك في المرحلة
الحالية أقوى من الأهلي، أو أن النجم الساحلي الذي احتل المركز 64 عالميا
بفارق كبير جدا عن القبطين المصريين، والمركز الأول عربيا، أقوى من
الاثنين.
العبرة بالنتائج الحقيقية في الملاعب التي تقول إن الأهلي وصل
إلى الدور قبل النهائي أفريقيا، وأنه يقترب بشدة من بطولتها ومن ثم حجز
بطاقته ضمن مونديال أندية العالم باليابان، ليسترد أبو تريكة ساعته التي
تركها عند أحد الساعاتية هناك في المونديال قبل الماضي!
لابد أن يعي
لاعبو الزمالك ذلك، وألا تنخدع جماهيره بمباراتي الاتصالات والترسانة، أو
بأراء بعض النقاد التي تنفخ، بقصد أو بسذاجة، في بالونة مهترئة، وتقزم من
أراء زملاء يريدون الخير بالزمالك بانتقادات موضوعية لا تخدع ولا تمكر ولا
تضرب من تحت الحزام.